الملح وسرطان المعدة

توصل خبراء التغذية من مركز الصحة العامة بجامعة فيينا إلى أن البريطانيين الذين أضافوا الملح إلى معظم وجباتهم كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان المعدة بنسبة 41% من أولئك الذين تناولوه باعتدال.

الملح لإضفاء النكهة


بما أن الدراسة النمساوية كانت مراقبة بحتة، إلا أن دراسات أقدم أشارت إلى أن الملح الزائد يمكن أن يؤدي إلى تآكل الطبقة الواقية للمعدة، مما يسبب تلف أنسجة المعدة ويؤدي إلى طفرات سرطانية.

وكانت دراسات سابقة أجريت في الصين واليابان وكوريا قد ربطت بين الأنظمة الغذائية الغنية بالملح وسرطان المعدة، ولكن هذه هي أول دراسة تظهر الرابط بين الغربيين.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة سلمى كرونستينر-جيسفيتش، وهي خبيرة تغذية بجامعة فيينا، "تظهر أبحاثنا أيضًا "العلاقة بين تكرار استهلاك الملح المضاف وسرطان المعدة في الدول الغربية".

بالنسبة للعديد من الأشخاص، قد تكون كمية الملح التي من المفترض أن تتناولها بمثابة مفاجأة. توصي إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بعدم تناول أكثر من 2300 ملجم من الصوديوم يوميًا، أو ما يقرب من ذلك.

وهذا يعادل تقريبًا ملعقة صغيرة من ملح الطعام.

ولكن لأن العديد من الأطعمة تحتوي على كمية من الملح أكبر مما يدركه الناس، ولأن الناس يحبون إضافة الملح إليها، فإن متوسط ​​استهلاك الأميركيين من الملح يبلغ نحو 3400 مليجرام يوميا، وفقا للوكالة.

 الملح الزائد يمكن أن يؤدي إلى تآكل الطبقة الواقية للمعدة

وكتب الباحثون أن إضافة قليل من الملح لإضفاء النكهة قد يبدو أمرا غير ضار، ولكن الإفراط في استهلاك الملح قد يكون ضارا.

وللوصول إلى هذه الاستنتاجات، قام باحثون من جامعة فيينا بفحص قاعدة بيانات تضم 471,144 شخصًا بالغًا في المملكة المتحدة.

لقد وجد الباحثون أنه على مدى فترة 11 عامًا، كان الأشخاص الذين تناولوا الكثير من الملح أكثر عرضة للإصابة بسرطان المعدة بنسبة 41% من الأشخاص الذين نادرًا ما يضيفون الملح إلى وجباتهم.

وقد جاءت هذه النتيجة صحيحة حتى عندما تم اختيار تنوعات أخرى، مثل العمر والوضع الاجتماعي والكحولي، وغيرها من خيارات نمط الحياة، مثل تعاطي الكحول والتبغ.

وفقًا لجمعية السرطان الأمريكية، فقد أثبتت أن استهلاك الكحول والتبغ يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان المعدة.

 مخاطر الإصابة بسرطان المعدة


وفقًا للجمعية الأمريكية للسرطان، تم تشخيص ما يقرب من 26890 حالة جديدة من سرطان المعدة في الولايات المتحدة بحلول عام 2024. ومن بين هؤلاء، من المتوقع أن يموت ما يقرب من 10880 شخصًا بسبب هذا المرض.

عندما يتم اكتشافه مبكرًا، يتمتع سرطان المعدة بمعدل بقاء مرتفع: وفقًا للمعهد الوطني للصحة، فإن الشخص المصاب بسرطان المعدة في مرحلة مبكرة لديه فرصة بنسبة 75 بالمائة للعيش لمدة خمس سنوات أقل من الشخص غير المصاب بالسرطان.

ولكن إذا انتشر الفيروس، فإن هذا المعدل ينخفض ​​بشكل حاد إلى 35%.

والأسوأ من ذلك هو أن هذا المرض يمكن أن يتطور بسهولة قبل أن تدرك ذلك، لأن العديد من أعراضه من السهل إغفالها.

الأعراض الأولى هي عبارة عن بالونات ونفخة في المعدة وعسر هضم. يمكن أن تكون جميع هذه الأعراض مشابهة لما قد تتمكن من تناوله بعد تناول عشاء مميز أو غني.

لعلاقة بين تكرار استهلاك الملح المضاف وسرطان المعدة


ولهذا السبب يسعى الباحثون جاهدين إلى رفع مستوى الوعي بين الناس ، حيث أن تقليل استهلاكه يمكن أن يخفض من خطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان. وأشار الباحث تيلمان كوهن، من جامعة فيينا، والذي كان جزءاً من فريق البحث، إلى أن فهم العلاقة بين استهلاك الملح والمخاطر الصحية يعد خطوة مهمة نحو تعزيز الصحة العامة. وأضاف أن هناك حاجة ماسة إلى توعية المجتمع بأهمية اتباع نظام غذائي متوازن ومعتدل لتقليل احتمالات الإصابة بالأمراض المزمنة وتحسين نوعية الحياة.

وقال البروفيسور كوهن: " نسعى إلى رفع مستوى الوعي العام حول التأثيرات السلبية المترتبة على استهلاك كميات كبيرة من الملح. من أجل توفير أساس علمي يمكن الاعتماد عليه لاتخاذ التدابير الوقائية اللازمة للحد من مخاطر الإصابة بسرطان المعدة".

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال