الدعاء عباده ،وعلى كل حال ينبغي للعبد الصادق أن لا يكف عن الدعاء ،بل ويتعبد بمزيد من الدعاء ،وايضا العبد لا ينفك عن الضرورات التي يحتاج أن يسأل فيها سيده سبحانه وتعالى ،والله كريم وعد بالإجابة والعطاء لمن سأله ،وهو أيضا سبحانه وتعالى غني لا تنفد خزائنه ٠
فإذا اجتمع عند العبد هذان اليقينان :أنه سبحانه كريم وغني، ثم دعا فلم يستجب له، فلابد أن يبحث عن سبب منه منع استجابة دعائه ،فيعود بالملامة على نفسه ،ويتخلص من العوائق والموانع التي حالت بين دعائه وبلوغ الأمال٠
كما ورد في الحديث النبوي؛ فعن النعمان بن بشير، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إن الدعاء هو العبادة، ثم قرأ { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}[غافر: 60]"، رواه أحمد في المسند، والبخاري في الأدب المفرد.
أسباب عدم اجابة الدعاء :
حكى ان ابراهيم بن ادهم رحمه الله مره بسوق البصرة، فاجتمع الناس إليه وقالوا له : يا أبا إسحاق، ما لنا ندعو فلا يستجاب لنا ؟
قال : لأن قلوبكم ماتت بعشرة أشياء :
٠ الأول :عرفتم الله ولم تؤدوا حقه ٠
٠الثاني : زعمتم أنكم تحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركتم سنته ٠
٠الثالث : قرأتم القرآن فلم تعملوا به ٠
٠ الرابع : أكلتم نعم الله ولم تؤدوا شكرها ٠
٠ الخامس: قلتم إن الشيطان عدو لكم ولم تخالفوه ٠
٠٠السادس: قلتم ان الجنة حق ولم تعملوا لها ٠
٠ السابع : قلتم إن النار حق ولم تهربوا منها ٠
٠ الثامن : قلتم ان الموت حق ولم تستعدوا له ٠
٠ التاسع : انتبهتم من النوم ،فاشتغلتم بعيوب الناس ،ونسيتم عيوبكم ٠
٠ العاشر : دفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم ٠
فإذا كان هذا حال الناس ايام ابراهيم بن ادهم رحمه الله ، فكيف يكون حالنا ٠
هذه موانع الاستجابة ٠٠٠فنظف طريق الدعاء من قطاعه وموانعه، وأزح شوائب الشهوات عن قلبك ، واقطع حبال التعلق بالاخرين ، وطهر القلب بماء التوبة ، وفرغه من شواغله حين الدعاء ،ومتى نظفت طرق الإجابة من أدران الذنوب ، وصبرت على ما يقضيه لك ، فكل ما يجري اصلح لك ، عطاء كان اومنعا ، ثم أقبل على الله بقوة وعزم ويقين ، واصبر ولا تستعجل، فالفرج قادم لا محالة ٠٠٠فأبشر ولا تستخسر٠
نسأل الله أن يحيي قلوبنا ويستجيب دعائنا ٠٠٠أمين