مركبات فضاء
إن أهل الجنة يسودهم جميعا الحب والوئام ، وهذا مما يضاعف في سعادتهم وهنائهم ، و إذ لن يكون في جنة حسد أو تباغض أو تنافس ، او غير ذلك من الأمور التي عهدناها في الحياة الدنيا ٠
لقد قال جل جلاله عن تطهير قلوب أهل الجنة من شوائب الحقد والبغضاء :
{ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون} ٠
إن المودة والحب المتبادل بين أهل الجنة يستلزم يستتبع تزاورهم ، فإذا كانت المسافات بينهم شاسعة كما ذكرنا فإن الله قادر على كل شيء سيسخر لهم وسائل المواصلات التي تمكنهم من سرعة الانتقال والتقابل والتزاور فيما بينهم ٠
وقد روى الترمذي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
[ إن أهل الجنة ليتراءون في الجنة كما تراءون الكوكب الذري الغارب في الأفق الطالع في تفاضل الدرجات ]٠
قال أمير المؤمنين الأمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
[إن في الجنة لشجرة يخرج من أعلاها حلل ومن أسفلها خيل من ذهب مسرجة ملجمة من در وياقوت ، لا تروث ولا تبول ، لها أجنحة خطوها مد البصر، فيركبها أهل الجنة فتطير بهم حيث شاؤوا]٠
عدد درجات الجنة
روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عند عدد درجات الجنة :
ـ[في الجنة مائة درجة بين كل درجتين مائة عام ]٠
والمقصود بقول النبي صلى الله عليه وسلم بين كل درجتين مائة عام أن الراكب المجد المسرع يقطع المسافة التي بين الدرجة والدرجة التي تعلوها في مائة عام إذا هو لبث ينطلق بجواده المسرع طوال مائة عام ، لا ينام خلالها ، ولا يعطي لجواده فرصه للراحه ٠
وبطبيعة الحال يعتبر ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مائة عام كناية عن عظم اتساع الجنة ٠
الملائكة يقودون مركبات فضاء
أهل الجنة سوف ينعمون برؤية الله تبارك وتعالى، فيرسل إليهم الملائكة، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذالك :
إذا جاءتهم الملائكه يقودون نجبا (جمع نجيب=المطية العظيمة) جبلت (اي خلقت)من الياقوت ،ثم نفخ فيها الروح مزمومة (اي منقادة) بسلاسل من ذهب كأن وجوهها المصابيح نضارة وحسنا ، وبرها خزاحمر ومرعزي أبيض مختلطان لم ينظر الناظرون إلى مثلها حسنا وبهاء ، ذلل من غير مهابة، نجب من غير رياضة ، عليها رحائل ألواحها من الدر والياقوت ، مفضضة باللؤلؤ والمرجان صفائحها من الذهب الأحمر ، ملبسة بالعبقري والأرجوان ، فأناخوا (اي الملائكة) لهم تلك النجائب ثم قالوالهم :
إن ربكم يقرئكم السلام ويستزيركم (يطلب منكم زيارته تبارك وتعالى)، لتنظروا إليه وينظر إليكم ، وتكلموه ويكلمكم وتحيوه ويحييكم ، ويزيدكم من فضله ومن سعته ، إنه ذو رحمة واسعة و فضل عظيم ٠
فيتحول كل رجل منهم على راحلته ، ثم ينطلقون صفا معتدلا ، لا يفوت شيء منه شيئا ، ولا يمرون بشجرة من أشجار الجنة إلا اتحفتهم بثمارها ،وزحلت لهم عن طريقهم كراهية أن ينثلم صفهم ،أو تفرق بين الرجل ورفيقه ٠
إن الأحاديث النبوية الشريفة تستند في أسسها الرئيسية على ما ذكره الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم ، إلا إنها زاخرة بالكثير من التفصيلات ٠
لقد قال الله تبارك وتعالى في سورة(يس):
{فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون الا ما كنتم تعملون * إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون * هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متئكون * لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون * سلام قولا من رب رحيم}٠
إن هذه النخب التي يركبها أهل الجنة وتنطلق بهم في سرعة خاطفة إلى الجهة التي يشاؤها أحدهم يمكننا ـ بلغة عصرنا هذا ـأن نسميها بمركبات الفضاء ، أو خيول الفضاء ٠
إنك لو أردت أن تركب سيارة فاخرة او طيارة نفاثة أو أي شيء آخر ستجده بين يديك وتحت إمرأتك ،ألم يقول الله سبحانه وتعالى :
[ولكم فيها ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون] ٠
قد يبدو سؤال سؤال البعض ساذجا أو صبيانية أو ولكن هناك أسئلة كثيرة مشابهة تدور بخلد الإنسان فيما يتعلق بحياة النعيم خالد في الجنة ٠كان المسلمون في عهد الرسول الله يوجهون إليه الكثير من الأسئلة عما في جنة من مناهج والوان متعه واللذات ٠
و يمكننا في هذا الصدد أن نسترشد بحديث شريف لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه :
[في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر]٠
ثم تلى رسول الله بعد قوله هذا ما قاله الله جل شأنه في الآية الكريمة: