أين الجنة ؟

 من المعروف أن العباد الذين يؤمنون بوحدانية الله تبارك وتعالى وباليوم الآخر سيكون جزاؤهم النعيم الخالد في الجنة ٠

 ذلك وما وعد به الله جل جلاله عباده المؤمنين المتقين ،ومن أصدق من الله وعدا؟

وهذا الوعد لم يذكره الله عز وجل في القرآن الكريم فحسب ، بل ذكره أيضا في التوراة ، وفي الإنجيل ،وعلى ألسنة جميع رسله وأنبيائه عليهم صلوات الله وسلامه ، إذ ليس لسنة الله جل شأنه تغيير ولا تبديد ٠

 قام جدل كثير بين الفقهاء والمفسرين حول مكان وجود الجنة، وهل هي موجودة حاليا ام ان الله جل جلاله سينشئها يوم القيامة هي وجهنم ؟

إن الرأي الراجح عند الفقهاء أن الجنة والنار موجودتان حاليا ، ويستدلون على ذلك بأحاديث نبويه متعددة، منها ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم عقب الاسراء والمعراج ، وما ذكره الله تبارك وتعالى في سورة [النجم ]اذ يقول الله اعز اسمه : 

{ما كذب الفؤاد ما راى * أفتمارونه على ما يرى* ولقد رأه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى} 

ومعنى {رأه نزله اخرى} أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى جبريل ـ عليه السلام ـ في صورته الهائلة التي خلقه الله سبحانه وتعالى عليها ٠

 

 يقول أغلب المفسرين إن المقصود بجنة مأوى جنة  الخلد التي وعد بها الله عز وجل عباده المؤمنين الصالحين وأنها في السماء السابعة ٠

وقال المفسران الجبائي وقتادة أن جنة المأوى هي الجنة التي كان فيها آدم وحواء قبل أن يأمرهما الله تبارك وتعالى بالهبوط إلى الأرض بعد  أزلهما الشيطان فأكلا من الشجرة المحرمة٠

 ويقول المفسر الحسن ان جنة المأوى هي الجنة التي يصير إليها الشهداء الذين قال الله عز وجل عنهم إنهم أحياء عند ربهم يرزقون ٠

أما المفسران ابن عباس وعطاء فيقولان : إن جنة المأوى المذكورة في سورة [النجم] هي الجنة التي يأوي إليها جبريل عليه السلام والملائكة٠ 

قال الفقيه والصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

[إن في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت إن الله جل ذكره خلق دارا وجعل فيها ما شاء من الأزواج والثمرات والأشربة ثم أطبقها فلم يرها أحد من خلقه لا جبريل ولا غيره من الملائكة

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال