روى الطبراني هذا الحوار في كتابه (الكبير والاوسط ) وقد دار بين أم المؤمنين السيدة أم سلمى إحدى زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينه :
قالت له :يا رسول الله أخبرني عن قول الله عز وجل:{ فيهن خيرات حسان }وهي الأية الكريمة السبعون من سوره (الرحمن)٠
قال النبي صلى الله عليه وسلم : خيرات الاخلاق حسان الوجوه ٠
سالته :فأخبرني عن معنى قول الله سبحانه وتعالى :{وعندهم قاصرات الطرف عين * كأنهن بيض مكنون }
قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم :رقتهن كرقة الجلد الذي في داخل البيضة مما يلي القشر ٠
سألته أم سلمى :يا رسول الله ٠٠أنساء الدنيا أفضل أم الحور العين ؟
قال صلى الله عليه وسلم :نساء الدنيا أفضل من الحور العين كفضل الظهارة على البطانة٠ والظهارة هي ظاهر الشيء من الخارج والبطانة جوهره ولبه ٠
ولم تفهم أم المؤمنين السيدة أم سلمة ما يعنيه بقوله هذا فسالته : يا رسول الله ! ٠٠وبم هذا ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم :ـ بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن الله عز وجل ، ألبس الله سبحانه وتعالى وجوههن النور، وأجسادهن الحرير، بيض الألوان ، خضر الثياب ، سفر الحلي ، مجامرهن الدر، وأمشاطهن الذهب ، وهن يرفعن بأصوات لم تسمع الخلائق بمثلها ، يقلن :
~ ألا ونحن الخالدات فلا نموت ٠
~ ألا ونحن الناعمات فلا نبأس أبدا ٠٠٠
~ ألا ونحن المقيمات فلا نظعن فلا نطعن أبدا٠٠٠
~ ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدا ٠٠٠
~ طوبى لمن كنا له وكان لنا٠٠٠
وارتسمت إمارات والتفكير على وجه السيدة أم سلمة ثم سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم :
المرأة منا قد تتزوج أكثر من زوج واحد في الدنيا ، ثم تموت وتدخل الجنة ، فمن يكون زوجها في الجنة ممن تزوجتهم في الدنيا ؟٠٠٠
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :يا أم سلمة إنها تخير فتختار أحسن خلقا ، فتقول :أي رب إن هذا كان أحسنهم معي خلقا في دار الدنيا فزوجنيه٠٠٠ يا أم سلمى لقد ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة ٠
هذا وقد روى كل من الإمام علي بن أبي طالب وأنس بن مالك وعبد الله بن عمر أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بضياء حوريات الجنة ، وهي إن اختلفت في بعض ألفاظها ،إلا أنها لا تخرج عما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوجته أم المؤمنين أم سلمة ٠
أما أبو هريرة رضي الله عنه فقد قال :إن في الجنة نهرا طوله طول الجنة ، على حافتيها تقوم العذارى متقابلات يغنين بأحسن أصوات يسمعها الخلائق ، حتى ما يرون ان في الجنة لذة مثلها٠