وصية نبوية 2



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

"انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ؛

فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ."

وفي روايه البخاري

"إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ هُوَ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي المَالِ وَالخُلُقِ، فَلْيَنْظُرْ

إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ، مِمَّنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ."

وفي هذا الحديث دواءٌ لداء الحسد والشك من الأقدار، فالنفس التي تتطلع إلى الآخرين

لن ترضى بحال من الأحوال؛ كلما بلغت درجةً من الغنى والجاه تعودتها فملَّتها، وتطلعت

إلى المزيد. فهي دائمًا تتوق إلى كثرة المال، وتتعلق به، وتصاب بالسخط والحسرة،

وازدراء النعم، وجحود المنعم. وهذا مصداق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.


"لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيًا مِنْ ذَهَبٍ، لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَادِيَانِ، وَلَنْ

يَمْلَأَ فَاهُ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ."

هذا الحديث يعكس طبيعة الإنسان في حب الدنيا والطمع، لكنه يختتم برسالة أمل، وهي

 أن الله يتوب على من رجع إليه واستغفر.

فإذا اتبع المسلم هذه الوصية النبوية، فإنه يعرف قدر النعمة، ويرضى بما قسم الله له،

 وينال القناعة، ويحظى بالسعادة، ولو كان مبتلى بالفقر أو المرض أو المصائب

 المختلفة. لأنه إن كان فقيرًا لا يملك وفرة من المال، فلينظر إلى من ابتلي بالفقر المدقع

 والجوع الشديد. وإن كان مريضًا يشكو من بعض الآلام، فلينظر إلى من ابتلي بعاهة أو

 مرض مزمن خطير. وهكذا يبقى دائمًا مقدرًا للنعمة، راضيًا بما قسم الله له، شاكرًا،

 صابرًا.
ولو أخذ المسلمون اليوم بهذه الوصية النبوية، لسعدت أحوالهم، واستقامت أوضاعهم،

 وعرفوا الثمرة الحقيقية للإيمان بالقضاء والقدر، وسارعوا إلى التنافس في التقوى

 والعمل الصالح والتقرب إلى الله، عوضًا عن التنافس على حطام الدنيا الزائل.


إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال