الأرق والقلق والاكتئاب أمراض ارتبطت بإيقاع العصر الحديث ومتطلباته واضطراباته ويمثل الأرق مشكلة صحية واجتماعية في العديد من الدول حيث تشير الإحصاءات إلى أن % 20 من سكان أمريكا يشكون من الأرق وأن ٪ 50 من الحالات ترجع إلى أسباب نفسية.
والأرق هو عدم القدرة على النوم بسهولة أو الاستيقاظ أثناء الليل مع عدم التمكن من النوم مرة أخرى، ولما كان النوم لمدة كافية ضرورة من ضروريات الحياة ودعامة من دعامات الصحة، فإن استمرار الأرق لمدة طويلة يؤدى إلى الإرهاق النفسى والبدنى والإصابة بالأمراض.
ومن أهم أسباب الأرق التوتر والقلق والخوف من الأرق، وقد ينتاب البعض حالة من الخوف المرضى من النوم، وهناك أسباب أخرى مثل الاكتئاب وصعوبة التنفس أثناء النوم والألم أو عدم الراحة وانخفاض مستوى سكر الدم والإفراط في تناول المشروبات التي تحتوى على الكافيين، مثل الشاي والقهوة والكولا، وتعاطى الخمور وتناول الأدوية التى تحتوى على الكافيين أو مواد منشطة أخرى وقد يكون الأرق عرضاً جانبيا لبعض الأدوية مثل هرمونات الغدة الدرقية وحبوب منع الحمل وبعض الأدوية المستخدمة في علاج ضغط الدم المرتفع وأمراض القلب ومن أسباب الأرق تعاطى المخدرات مثل الحشيش والبانجو والتدخين وتناول الشيكولاتة.
ويرتكز علاج الأرق أساساً على معرفة السبب فإذا كان الأرق ناتجاً عن تعاطى الشاي أو القهوة أو غيرهما من الأشياء المسببة للأرق، فإن الإقلاع عن التعاطى هو أفضل وسيلة للعلاج، وإذا كان السبب مرضاً نفسياً أو ألماً أو مرضاً عضوياً، يكون علاج المرض أو الألم هو السبيل للتغلب على الأرق.
وهناك وسائل كثيرة غير استعمال الأدوية يمكن اتباعها لعلاج الأرق ويأتي في مقدمة هذه الوسائل ممارسة الرياضة البدنية بحيث لا تكون مرهقة للبدن يفضل المشي والسباحة وممارسة تمرينات الاسترخاء العضلي وهي تمرينات بسيطة تعتمد على تقليص عضلات الوجه والرقبة لمدة ثانية إلى ثانيتين ثم تترك للاسترخاء، ثم تجرى ذات التمرينات على عضلات الجزء الأعلى من الذراع والصدر، ثم الجزء الأسفل من الذراع واليد نزولاً إلى البطن والأرداف والفخذين والساقين والقدمين، وتكرر هذه التمرينات مرتين أو ثلاثا يومياً .
وإذا كان السبب نقص سكر الدم فإن العلاج يتحقق بتناول الفواكه أو المواد السكرية قبل النوم.
ويلعب الغذاء والعناصر الغذائية دوراً مهماً في التغلب على الأرق فتناول الخضراوات الطازجة والحبوب الكاملة والأغذية الغنية بالألياف واللين والزبادي والزيوت النباتية فى طعام العشاء يساعد على النوم كما يساعد في ذلك تناول فيتامين نيكوتيناميد ب Nicotinamide B3 بجرعة قدرها جرام واحد قبل النوم لهؤلاء الذين ينامون بسهولة ثم يستيقظون ليلا ولا يستطيعون النوم مرة أخرى.
ويساعد على النوم أيضاً تناول المكملات الغذائية التي تحتوى على الكالسيوم والنحاس والحديد والكروميوم وفيتامينات ب 6 ، ب 12، هـ، ومن المواد الغذائية التي تساعد على علاج الأرق مادة تربتوفين Tryptophane، وهي مادة ضرورية لتكوين السيروتينين الذي يتحول بعد ذلك في الجسم إلى هرمون الميلاتونين، وهو الهرمون المنظم للنوم، وتوجد مادة تربتوفين بوفرة في اللبن والجبن واللب الأبيض.
ويعتبر القلق والاكتئاب النفسى من الأمراض التي تصيب عدداً كبيراً من الأفراد على مستوى العالم، ولقد ارتفعت نسبة الإصابة بهذين المرضين في العصر الحديث، فعلاوة على العوامل الوراثية والنفسية هناك عوامل تتعلق ينقص العناصر الغذائية وإدمان الخمور والمخدرات، والضغوط النفسية والإرهاق البدني والإصابة بالأمراض والمشكلات الاجتماعية وعدم الاستقرار الأسرى ومتاعب العمل ومشكلاته.
ويعالج القلق والاكتئاب النفسى علاجاً نفسياً باستعمال الأدوية المضادة للقلق والأدوية المضادة للاكتئاب والتي يحددها الطبيب المعالج ويلعب الغذاء والعناصر الغذائية دوراً في التغلب على القلق والاكتئاب، حيث يفيد في ذلك تناول الخضروات الخضراء والصفراء والحبوب الكاملة والبقول والأغذية الغنية بفيتامينات ج وب 12 وحمض الفوليك وبا وب 6، ويفيد في العلاج أيضاً تناول المكملات الغذائية التى تحتوى على هذه الفيتامينات وعلى الماغنسيوم ومادة تربتوفين وهي مادة تساعد على تكوين السيروتينين الذي يفيد في التغلب على الاكتئاب. وتعتبر ممارسة الرياضة البدنية من أهم العوامل التي تساعد في علاج الأمراض النفسية بوجه عام، والقلق والاكتئاب بوجه خاص.
وتشير الدراسات والبحوث التي أجريت في مجال العلاج بالمنتجات الطبيعية أن هناك أعشاباً تفيد في علاج القلق والاكتئاب النفسي.